التلبيس فى نصرة إبليس – ابن الفاروق المصرى
(انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون)
بينما كنت ابحر فى الشبكة العنكبوتية متأملا حال ذباب الورى من المرضى النفسيين خدام اسيادهم الغربيين المتسترين تحت مسمى الملاحدة واللادينين استوقفنى عنوان وضعه احدهم على موقعه ظننت معه اننى وجدت ضالتى المنشودة , فلابد لمن يعنون موقعه بـ (مقالات هامّة في نقد دين الإسلام) ان يكون جاب الديب من ديله كما يقول المثل الدارج , ولكن وكالعادة عدت محملا بخيبة الأمل فكل المواضيع المطروحة من قدمها يفوح منها رائحة النتن مواضيع مكانها المقابر , مواضيع لا يجوز الجدال فيها فالضرب فى الميت حرام , وهى مواضيع من نوعية (تفنيد خرافة نجاسة لحم الخنزير علمياً - هل الأرض كروية في القرآن؟ - هل هذا هو إله المسلمين؟!! ). وفجاءة لمحت عنوان طويل عريض يقول :
(إبليس يدافع عن نفسه ويفند التهم المنسوبة له ويكشف الظلم الالهى الذى تعرض له)
فقلت لعل ابليس قد عقد معهم اجتماع ليشرح لهم وجهة نظرة أو عساه قد ارسل لهم ايميل على الموقع لينصروه ويعززوه أو لعلهم فطنوا لما لم يفطن له باقى خلق الله , فوجدت مقالة خاليه من اية افكار على الإطلاق يبدأ كاتبها بدخلة حريمى حبيتين محاولا استجداء عطف القارئ أو عبطه (بحسب رجاحة عقل القارئ) قائلا :
[[ بحسب الديانة الاسلامية لعن الله ابليس واعتبره من الكافرين لانه رفض ان يسجد لادم المخلوق !! رفض ان يشرك بالله وان يسجد لغيره !! ابليس كافر لانه لم يكفر ولم يعبد ولم يسجد لاحد الا لله !!]] .* انتهى *
وطبعا الموضوع قديم اكل الدهر عليه وشرب ونام ثم قام ليجد السفهاء لازالوا يتشدقون به , والموضوع هنا لا يخرج عن احد أمرين اولهما ان يكون كاتبه ساذج لا يحسن التفكير ويأول الأمور ويفسرها على طريقة النظرية المهطلية أو ان يكون كاذب اشر افاك وايضا يتبنى النظرية المهطلية التى تقول :
بما ان العلم نور
وان النور من الكهرباء
والكهرباء خطر
إذن فالعلم خطر ولا داعى للتعلم درءا للضرر . #
وفى هذه النظرية كا هو واضح كانت المعطيات تقول ان العلم نور , وبطريقة ذباب الورى الذين (يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) يتم تحويل العلم لكهرباء ثم يصبح اثبات النظرية خطورة العلم , وهو ما يقوموا به غالبا فى شبهاتهم , فعلى سبيل المثال يقول الأهطل الصغير نصير إبليس أو يحاول ان يوحى للقارئ أن الله طلب من إبليس ان يعبد آدم فتحويل السجود فى الآية لعبادة لا يقل بأى حال من الأحوال عن تحويل العلم لكهرباء فى النظرية سالفة الذكر , فالله سبحانه وتعالى أمر إبليس بالسجود لآدم سجود تكريم واحترام فقط لا غير ولم يأمره بعبادته , وهذه هى عقيدتنا كمسلمين , وهذا هو ما ينبغى على الأخريين مناقشتنا فيه , والحاصل فى الواقع انه يقوم بتفصيل عقيدة ثم يدعى اننا نؤمن بها ومن ثم يقول بأن عقيدتنا باطلة !! الم أقل لكم انها نفس النظرية المهطلية .
وتعالوا نكمل مع الأهطل الصغير باقى الحدوته حيث يقول :
[[ طلب الاله العربى " الله " من ابليس , وقد كان ملاكا تقيا بل من اتقى الملائكة وكبيرهم , ان يسجد لادم , اى يسجد لغير الله , فما كان من ابليس الا انه رفض ان يسجد لاحد غير الله , فما كان جزائه على هذا الموقف النبيل الا اللعن والهلاك الابدى وتجريده من حالته الملائكية الى وضعه الشيطانى , ووضعه بصفته عدو الله بالرغم من انه لم يعادى الله وانما جريمته كانت فى اخلاصه وولائه له وارادته القوية فى عدم الشرك به .
ان مأساة ابليس تكمن فى انه كان مخلصا لله ولم يشا ان يشرك به احدا. ]] * انتهى *.
وبغض النظر عن موضوع (الإله العربى) طبعا واضح جهل الأهطل الصغير بأبسط المعارف الإسلامية حيث قال [وقد كان ملاكا تقيا بل من اتقى الملائكة وكبيرهم] ولا ندرى هل هذا من باب الجهل أم من باب كونه نصرانى سابق مثلا ويظن اننا نؤمن بأن إبليس من الملائكة !!؟؟ كما كان يؤمن هو . وتصحيحا للأهطل الصغير فالله يصرح فى القرآن بأن إبليس من الجن إذ يقول عز وجل :
(إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) [الكهف : 50].
فإبليس ليس بكبيرهم ولا صغيرهم ولا يمت لهم بصلة , ولعل صلة إبليس بالملائكة هى نفس صلة الأهطل الصغير بالصدق أو العقل وهو ما يتضح من قوله (ان يسجد لادم , اى يسجد لغير الله) وهنا نحن نلزمه بأن يثبت بأن السجود لغير الله كان يعتبر نوعا من العبادة فهذا الأمر مفروغ منه ومعلوم ان السجود لم يكن من العبادة فى شئ ولن يجد الباحث فى كتب اليهود والنصارى حتى ما يقول ان السجود كان للعبادة فقط أو محصورا عليها , وحتى لا نكون مثل ذباب الورى ونتحدث بكلام لا دليل عليه تعالوا بنا نرى السجود عن النصارى واليهود من كتابهم :
* سجود النبى لملاك الرب :
[فقال كلا بل انا رئيس جند الرب الان اتيت فسقط يشوع على وجهه الى الارض و سجد و قال له بماذا يكلم سيدي عبده] [يشوع 5: 14].
* سجود المرأة لزوجها :
[ فخرت بثشبع و سجدت للملك فقال الملك ما لك] [الملوك الأول 1: 16].
* سجود النبى للملك :
[فاخبروا الملك قائلين هوذا ناثان النبي فدخل الى امام الملك و سجد للملك على وجهه الى الارض] [الملوك الأول 1: 23]
* سجود الأم لأبنها :
[فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا فقام الملك للقائها و سجد لها و جلس على كرسيه و وضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه ] [الملوك الأول 2 : 19].
* السجود للملك
[و جاء داود الى ارنان و تطلع ارنان فراى داود و خرج من البيدر و سجد لداود على وجهه الى الارض] [اخبار الأيام الأول 21: 21].
* السجود بالجملة
[ثم قال داود لكل الجماعة باركوا الرب الهكم فبارك كل الجماعة الرب اله ابائهم و خروا و سجدوا للرب و للملك] [اخبار الأيام الأول 29: 20].
وهذا غيض من فيض لم اشاء ان اطيل على القارئ برصد كل حالات السجود الموجودة فى كتبهم , والتى نعلم تمام العلم كمنصفين وكأهل حق انها كانت من باب الأحترام والتوقير لا العبادة , فهكذا يتعامل العقلاء , ينصفوا وقتما يتطلب الأمر انصافا , وان كنا نأخذ عليهم سجودهم الآن لأحبارهم ورهبناهم وهو ما يسمونه بالمطانية لوجود نص صريح فى كتابهم ينهى عن هذا الفعل فى إنجيل لوقا 4: 8 :
[فاجابه يسوع و قال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد].
فمأخذنا على فعل السجود عندهم الآن وليس بأثر رجعى وحجتنا ما يعتقدونه كما هو موضح فى النص الإنجيلى السابق.
ولو بحثت عزيزى القارئ فى كافة الكتب والمراجع الإسلامية لن تجد أن المسلمون اخذوا امر السجود الموصوف فى كتبهم على غير محمله ولم يأولوه للعبادة او يدعوا عليهم ماليس فيهم . أما قليل الحيلة وعيي العقل وفاقد الأدب والمنطق فيفعل ما يحلو لهم وينعت الأخريين ويصفهم بما ليس فيهم , فهذا الأمعه يدعى ان ابليس رفض السجود لآدم لأنه اعتبره من باب الشرك بالله وعبادة خلق الله وهو مالم يقل به إبليس نفسه واليكم الآيات كاملة لنعرف لماذا لم يسجد إبليس هل لأعتباره هذا العمل من باب الشرك ام كان له مقصدا اخر يقول عز وجل :
(إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين * قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) [صـ 71 - 76 ]
بمنتهى الوضوح وبدون لف أو دوران أوضح ابليس سبب عدم امتثاله لأمر الله بجملة (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) أى انه رفض السجود فقط لظنه انه افضل من آدم عليه السلام , فالموضوع اذن لا يتعلق من قريب او من بعيد بالشرك أو غيره ونفس مبرر الشيطان وحجته ودفاعه مرة اخرى موجود فى سورة الأعراف :
( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين * قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) [الأعراف 11 - 12]
فالقضية قضية ظنه بالأفضلية ليس إلا , ونحن غير مسؤليين عن اى موهوم أو مدعى افاك ممن يحاولوا ان يدعوا علينا عقيدة لا تمت لنا بصلة فحتى فى القرآن نفسه تجد ان اهل يوسف سجدوا له سجود احترام :
(ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ) [يوسف 100]
ولم يفهم منها اى مسلم ان اهل يوسف عبدوه بل ولم يقل بها ايا من الكفار ,وإن كان الله قد نهانا عن السجود لمخلوقاته فى قوله تعالى :
(ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) [فصلت : 37]
فهذا لا نستطيع اخذه بالراجع ومحاسبة من كانوا يفعلونه قبل ان ينهى الله عنه , فالمسلمون لا يسجدون لمخلوق كائن ما كان وسجودنا لله وحده تلك شريعتنا ولهم شريعتهم (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) .
ويبقى السؤال الذى لم يطرحه الأهطل الصغير ولم يطرحه باقى المهاطيل كونهم من الببغاوات المقلدين الذين يستوردون الشبهات الجاهزة ولا يعملون عقلهم فيها والسؤال المفترض كان ينبغى ان يكون :
لماذا أمر الله احد مخلوقاته بالسجود لمخلوق اخر ؟
وطبعا العاقل يسأل والمنحرف يفترى , فقد كان من الأحرى بهم ان يسألونا ثم يناقشونا فى معتقدنا , ولإجابة السؤال فيكفينا نحن المسلمون أمر الله ولا دخل لنا بالحكمة منه (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) أما إن كان لابد من الإجابة لألقام الحجر لمجاذيب الكفر فنقول عسى ان يفهموا , أن سجود المسلمين للقبلة لا يعنى عبادتهم لها وهذا أمر معروف اللهم إلا لو خرج لنا اهطل اخر يقول اننا نعبد القبلة , وآدم بالنسبة لإبليس بمثابة القبلة لنا , فآدم ممثل الأنس وإبليس ممثل الجن , والأنس هم قبلة الجن لله عز وجل بدليل ان الأنبياء كلهم من الأنس وليسوا من الجن فمنهم من اتبع موسى ومنهم من اتبع محمد عليهم صلاوات ربى وسلامه عليهم وهو ما توضحه باختصار فى سورة [الأحقاف : 29-31] :
(وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القران فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم).
ومادمنا نحن المتبوع وهم التابع فسجود إبليس لآدم كان من باب الأحترام والتكريم والأتباع كما اوضحت وبينت .
وختاما اقول إن أحسنت فمن الله ، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان
ابن الفاروق المصرى
ebn_elfarouk@yahoo.com
(انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون)
بينما كنت ابحر فى الشبكة العنكبوتية متأملا حال ذباب الورى من المرضى النفسيين خدام اسيادهم الغربيين المتسترين تحت مسمى الملاحدة واللادينين استوقفنى عنوان وضعه احدهم على موقعه ظننت معه اننى وجدت ضالتى المنشودة , فلابد لمن يعنون موقعه بـ (مقالات هامّة في نقد دين الإسلام) ان يكون جاب الديب من ديله كما يقول المثل الدارج , ولكن وكالعادة عدت محملا بخيبة الأمل فكل المواضيع المطروحة من قدمها يفوح منها رائحة النتن مواضيع مكانها المقابر , مواضيع لا يجوز الجدال فيها فالضرب فى الميت حرام , وهى مواضيع من نوعية (تفنيد خرافة نجاسة لحم الخنزير علمياً - هل الأرض كروية في القرآن؟ - هل هذا هو إله المسلمين؟!! ). وفجاءة لمحت عنوان طويل عريض يقول :
(إبليس يدافع عن نفسه ويفند التهم المنسوبة له ويكشف الظلم الالهى الذى تعرض له)
فقلت لعل ابليس قد عقد معهم اجتماع ليشرح لهم وجهة نظرة أو عساه قد ارسل لهم ايميل على الموقع لينصروه ويعززوه أو لعلهم فطنوا لما لم يفطن له باقى خلق الله , فوجدت مقالة خاليه من اية افكار على الإطلاق يبدأ كاتبها بدخلة حريمى حبيتين محاولا استجداء عطف القارئ أو عبطه (بحسب رجاحة عقل القارئ) قائلا :
[[ بحسب الديانة الاسلامية لعن الله ابليس واعتبره من الكافرين لانه رفض ان يسجد لادم المخلوق !! رفض ان يشرك بالله وان يسجد لغيره !! ابليس كافر لانه لم يكفر ولم يعبد ولم يسجد لاحد الا لله !!]] .* انتهى *
وطبعا الموضوع قديم اكل الدهر عليه وشرب ونام ثم قام ليجد السفهاء لازالوا يتشدقون به , والموضوع هنا لا يخرج عن احد أمرين اولهما ان يكون كاتبه ساذج لا يحسن التفكير ويأول الأمور ويفسرها على طريقة النظرية المهطلية أو ان يكون كاذب اشر افاك وايضا يتبنى النظرية المهطلية التى تقول :
بما ان العلم نور
وان النور من الكهرباء
والكهرباء خطر
إذن فالعلم خطر ولا داعى للتعلم درءا للضرر . #
وفى هذه النظرية كا هو واضح كانت المعطيات تقول ان العلم نور , وبطريقة ذباب الورى الذين (يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) يتم تحويل العلم لكهرباء ثم يصبح اثبات النظرية خطورة العلم , وهو ما يقوموا به غالبا فى شبهاتهم , فعلى سبيل المثال يقول الأهطل الصغير نصير إبليس أو يحاول ان يوحى للقارئ أن الله طلب من إبليس ان يعبد آدم فتحويل السجود فى الآية لعبادة لا يقل بأى حال من الأحوال عن تحويل العلم لكهرباء فى النظرية سالفة الذكر , فالله سبحانه وتعالى أمر إبليس بالسجود لآدم سجود تكريم واحترام فقط لا غير ولم يأمره بعبادته , وهذه هى عقيدتنا كمسلمين , وهذا هو ما ينبغى على الأخريين مناقشتنا فيه , والحاصل فى الواقع انه يقوم بتفصيل عقيدة ثم يدعى اننا نؤمن بها ومن ثم يقول بأن عقيدتنا باطلة !! الم أقل لكم انها نفس النظرية المهطلية .
وتعالوا نكمل مع الأهطل الصغير باقى الحدوته حيث يقول :
[[ طلب الاله العربى " الله " من ابليس , وقد كان ملاكا تقيا بل من اتقى الملائكة وكبيرهم , ان يسجد لادم , اى يسجد لغير الله , فما كان من ابليس الا انه رفض ان يسجد لاحد غير الله , فما كان جزائه على هذا الموقف النبيل الا اللعن والهلاك الابدى وتجريده من حالته الملائكية الى وضعه الشيطانى , ووضعه بصفته عدو الله بالرغم من انه لم يعادى الله وانما جريمته كانت فى اخلاصه وولائه له وارادته القوية فى عدم الشرك به .
ان مأساة ابليس تكمن فى انه كان مخلصا لله ولم يشا ان يشرك به احدا. ]] * انتهى *.
وبغض النظر عن موضوع (الإله العربى) طبعا واضح جهل الأهطل الصغير بأبسط المعارف الإسلامية حيث قال [وقد كان ملاكا تقيا بل من اتقى الملائكة وكبيرهم] ولا ندرى هل هذا من باب الجهل أم من باب كونه نصرانى سابق مثلا ويظن اننا نؤمن بأن إبليس من الملائكة !!؟؟ كما كان يؤمن هو . وتصحيحا للأهطل الصغير فالله يصرح فى القرآن بأن إبليس من الجن إذ يقول عز وجل :
(إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) [الكهف : 50].
فإبليس ليس بكبيرهم ولا صغيرهم ولا يمت لهم بصلة , ولعل صلة إبليس بالملائكة هى نفس صلة الأهطل الصغير بالصدق أو العقل وهو ما يتضح من قوله (ان يسجد لادم , اى يسجد لغير الله) وهنا نحن نلزمه بأن يثبت بأن السجود لغير الله كان يعتبر نوعا من العبادة فهذا الأمر مفروغ منه ومعلوم ان السجود لم يكن من العبادة فى شئ ولن يجد الباحث فى كتب اليهود والنصارى حتى ما يقول ان السجود كان للعبادة فقط أو محصورا عليها , وحتى لا نكون مثل ذباب الورى ونتحدث بكلام لا دليل عليه تعالوا بنا نرى السجود عن النصارى واليهود من كتابهم :
* سجود النبى لملاك الرب :
[فقال كلا بل انا رئيس جند الرب الان اتيت فسقط يشوع على وجهه الى الارض و سجد و قال له بماذا يكلم سيدي عبده] [يشوع 5: 14].
* سجود المرأة لزوجها :
[ فخرت بثشبع و سجدت للملك فقال الملك ما لك] [الملوك الأول 1: 16].
* سجود النبى للملك :
[فاخبروا الملك قائلين هوذا ناثان النبي فدخل الى امام الملك و سجد للملك على وجهه الى الارض] [الملوك الأول 1: 23]
* سجود الأم لأبنها :
[فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا فقام الملك للقائها و سجد لها و جلس على كرسيه و وضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه ] [الملوك الأول 2 : 19].
* السجود للملك
[و جاء داود الى ارنان و تطلع ارنان فراى داود و خرج من البيدر و سجد لداود على وجهه الى الارض] [اخبار الأيام الأول 21: 21].
* السجود بالجملة
[ثم قال داود لكل الجماعة باركوا الرب الهكم فبارك كل الجماعة الرب اله ابائهم و خروا و سجدوا للرب و للملك] [اخبار الأيام الأول 29: 20].
وهذا غيض من فيض لم اشاء ان اطيل على القارئ برصد كل حالات السجود الموجودة فى كتبهم , والتى نعلم تمام العلم كمنصفين وكأهل حق انها كانت من باب الأحترام والتوقير لا العبادة , فهكذا يتعامل العقلاء , ينصفوا وقتما يتطلب الأمر انصافا , وان كنا نأخذ عليهم سجودهم الآن لأحبارهم ورهبناهم وهو ما يسمونه بالمطانية لوجود نص صريح فى كتابهم ينهى عن هذا الفعل فى إنجيل لوقا 4: 8 :
[فاجابه يسوع و قال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد].
فمأخذنا على فعل السجود عندهم الآن وليس بأثر رجعى وحجتنا ما يعتقدونه كما هو موضح فى النص الإنجيلى السابق.
ولو بحثت عزيزى القارئ فى كافة الكتب والمراجع الإسلامية لن تجد أن المسلمون اخذوا امر السجود الموصوف فى كتبهم على غير محمله ولم يأولوه للعبادة او يدعوا عليهم ماليس فيهم . أما قليل الحيلة وعيي العقل وفاقد الأدب والمنطق فيفعل ما يحلو لهم وينعت الأخريين ويصفهم بما ليس فيهم , فهذا الأمعه يدعى ان ابليس رفض السجود لآدم لأنه اعتبره من باب الشرك بالله وعبادة خلق الله وهو مالم يقل به إبليس نفسه واليكم الآيات كاملة لنعرف لماذا لم يسجد إبليس هل لأعتباره هذا العمل من باب الشرك ام كان له مقصدا اخر يقول عز وجل :
(إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين * قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) [صـ 71 - 76 ]
بمنتهى الوضوح وبدون لف أو دوران أوضح ابليس سبب عدم امتثاله لأمر الله بجملة (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) أى انه رفض السجود فقط لظنه انه افضل من آدم عليه السلام , فالموضوع اذن لا يتعلق من قريب او من بعيد بالشرك أو غيره ونفس مبرر الشيطان وحجته ودفاعه مرة اخرى موجود فى سورة الأعراف :
( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين * قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) [الأعراف 11 - 12]
فالقضية قضية ظنه بالأفضلية ليس إلا , ونحن غير مسؤليين عن اى موهوم أو مدعى افاك ممن يحاولوا ان يدعوا علينا عقيدة لا تمت لنا بصلة فحتى فى القرآن نفسه تجد ان اهل يوسف سجدوا له سجود احترام :
(ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ) [يوسف 100]
ولم يفهم منها اى مسلم ان اهل يوسف عبدوه بل ولم يقل بها ايا من الكفار ,وإن كان الله قد نهانا عن السجود لمخلوقاته فى قوله تعالى :
(ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) [فصلت : 37]
فهذا لا نستطيع اخذه بالراجع ومحاسبة من كانوا يفعلونه قبل ان ينهى الله عنه , فالمسلمون لا يسجدون لمخلوق كائن ما كان وسجودنا لله وحده تلك شريعتنا ولهم شريعتهم (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) .
ويبقى السؤال الذى لم يطرحه الأهطل الصغير ولم يطرحه باقى المهاطيل كونهم من الببغاوات المقلدين الذين يستوردون الشبهات الجاهزة ولا يعملون عقلهم فيها والسؤال المفترض كان ينبغى ان يكون :
لماذا أمر الله احد مخلوقاته بالسجود لمخلوق اخر ؟
وطبعا العاقل يسأل والمنحرف يفترى , فقد كان من الأحرى بهم ان يسألونا ثم يناقشونا فى معتقدنا , ولإجابة السؤال فيكفينا نحن المسلمون أمر الله ولا دخل لنا بالحكمة منه (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) أما إن كان لابد من الإجابة لألقام الحجر لمجاذيب الكفر فنقول عسى ان يفهموا , أن سجود المسلمين للقبلة لا يعنى عبادتهم لها وهذا أمر معروف اللهم إلا لو خرج لنا اهطل اخر يقول اننا نعبد القبلة , وآدم بالنسبة لإبليس بمثابة القبلة لنا , فآدم ممثل الأنس وإبليس ممثل الجن , والأنس هم قبلة الجن لله عز وجل بدليل ان الأنبياء كلهم من الأنس وليسوا من الجن فمنهم من اتبع موسى ومنهم من اتبع محمد عليهم صلاوات ربى وسلامه عليهم وهو ما توضحه باختصار فى سورة [الأحقاف : 29-31] :
(وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القران فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم).
ومادمنا نحن المتبوع وهم التابع فسجود إبليس لآدم كان من باب الأحترام والتكريم والأتباع كما اوضحت وبينت .
وختاما اقول إن أحسنت فمن الله ، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان
ابن الفاروق المصرى
ebn_elfarouk@yahoo.com
2 تعليقات:
Post a Comment
والله أخى الحبيب قد أحسنت
ماذا تنتظر من اللذين يدافعون عن شياطين الإنس أمثال شارون وبوش وقتلة الأطفال فى فلسطين وممرضات الإيدز البلغاريات فى ليبيا
إلا أن يدافعو عن إبليس .
لا تستغرب فأنا أيضا لا أستغرب
وفقك الله أخى وإلى الأمام
أخى الحبيب بلال انا لا استغرب لأن الكتاب المدعو مقدسا افقدنى القدرة على الدهشة والإستغراب حتى صارت عاهة مستديمة.
وإن كان هناك شيئا واحدا قد يدعونى للإستغراب فهو وجود يهود ونصارى حتى الآن .
Post a Comment