سيما أونطه عاوزين فلوسنا

اضفها لصفحتك على الفايس بوك

loveyourenemies_web

سيما أونطه عاوزين فلوسنا - ابن الفاروق المصرى

قال لى صديقى النصرانى وهو يحاورنى :
يعنى ياعم أبن الفاروق هو انك تسامح اصعب ولا انك ترد العين بالعين اصعب؟؟؟
اكيد الحب و المسامحة (للى بيسيئولينا اصعب واحب لربنا) .
والتساؤل كان ردا على قولى  [ونحن كما تعلم كمسلمين لا ندير خدنا الأخر لمن لطمنا ]
فأحب أن أوضح لك كيف يرى المسلمين هذه النقطه من خلال الدين الإسلامى

يقول الله عز وجل فى كتابه :
( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) (النحل:126 ) .
ويقول المسيح إن كان قد قال بحسب مايروى إنجيل متى :
"5: 39 و اما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا ".
والآن تعال ننظر إلى القولين ونبحثهم سويا .

أولا من حيث القابلية للتطبيق :

نرى أن الله فى فى القرآن قد أعطى كل إنسان الحق أن يدفع عن نفسه الأذى أو الضرر الذى وقع عليه بدون تمادى أو تجبر ( بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ).
ويكمل سبحانه وتعالى قائلا : ( وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ).
أى أن الله فى نفس الوقت الذى يعطينا الحق فى الرد يحثنا على الصبر إن أستطعنا ويعدنا بالخير من وراء صبرنا . أى أن الأمر متروك لكل إنسان فى أن يسامح إن أراد مع الإحتفاظ بحقه وكرامته . وهو ما يطلق عليه العفو عند المقدرة وهو النظام الفطرى السوى الذى تقوم عليه حتى القوانين الوضعيه فى البلدان, فمن الممكن أن ترسل من أعتدى عليك إلى الشرطة مثلا كما يمكنك أن تعفوا عنه أيضا . والمستفيد هنا هو الإنسان والمجتمع حيث لن تجد من يتجبر على خلق الله لوجود الرادع .

أما على الجانب الأخر فمقولة :
"5: 39 و اما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا ".
هى غير قابله للتطبيق ولم تطبق على الإطلاق ولم تّرى فى أى مجتمع مسيحى أيا كان من أيام المسيح وحتى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض بمن عليها, ولنرى يا صديقى ماذا فعل المسيح نفسه أزاء هذا, هل طبق قوله أم لا؟

يخبرنا الإنجيل المنسوب ليوحنا بالواقعة التالية :

" 18: 22 - 23 و لما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا اهكذا تجاوب رئيس الكهنة . اجابه يسوع ان كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الردي و ان حسنا فلماذا تضربني " .
المسيح نفسه لم يعطى خده الأخر لمن لطمه بل أعترض على اللطم وقال له لماذا تضربنى ويوضع هنا فى الأعتبار أن يسوع المسيح كان لا حول له ولاقوة أى فى موقف لا يستطيع فيه الرد مما يجعل تذمره وأعتراضه على لطم الخادم له هو أقصى ما يستطيع أن يفعله من هو فى وضعه دفاعا عن كرامته.

والمسيحية أيضا ينطبق عليها نفس هذه الحاله فهى على مر العصور لم نجد فيها صدى لهذا القول لم نجد يوما ما مسيحيا واحد حول خده الأخر لمن لطمه على الأيمن, أى أن النص خارج حيز التنفيذ وذلك لكونه لا يتماشى مع الفطرة السوية وما يسمى بكرامة الإنسان وطبعا أنا فى غنى أن اشرح لك أن هذا النص المنسوب للمسيح لا ينطبق فقط على اللطم أو صفح الوجه ولكن يفترض أن يكون أمام كل حالات الشر . وأسألك يا صديقى العزيز الآن من هو صاحب المصلحة من وراء هذا النص ؟ من الذى سيستفيد ؟ والإجابة هى أن المستفيد الوحيد هو كل إنسان شرير تسول له نفسه الأعتداء على الأخرين من أول سبهم وحتى هتك عرضهم . وهو لو أفترضنا إمكانية تنفيذه سيقيم مجتمع أفضل تسمية له هى أنه مرتع خصب للأشرار والمجرمين الذين يعتدون على كرامة الخلق .

وحتى بعيدا عن الأديان والمعتقدات نجد ان الفطرة تقول بأن ليس من العدل إجبار شخص ما على تحمل الإهانه والإعتداء والنص يا صديقى غير قابل للتطبيق لمخالفته الفطرة عند الإنسان كما أوضحنا وعند الملائكة حتى لأنه لن تجد ملاك يعتدى على أخر من حيث المبدأ وحتى عتد الشياطين انفسهم . وإن أردت ان تطاع فأمر بالمستطاع وحاشا الله أن يكلف الناس فوق ما يحتملون أو ان يرضى لهم الإهانة والذل .

وبجولة سريعه فى تاريخ المسيحية  يا عزيزى لن تجد ملك مسيحى واحد على الإطلاق طبق هذا النص أو حتى قدر وعفى من أسافلهم وحتى القديسين منهم, مثل القديس مارى لوى أو لويس الرابع عشر والذى أستحق التقديس ووضع فى مصاف القديسين لكونه قام بحربين صليبيتين وهلك فى إحداهما, أو مثلا مثل جان دارك القديسة التى أشعلت الحرب بين فرنسا وإنجلترا وكانت على رأس الجيش وبالرغم من إن كلاهما قد ضرب بكلام المسيح عرض الحائط (هذا بفرض صحة نسبة القول للمسيح طبعا) إلا إننا نجدهما قديسين وجبت لهما الشفاعة بحسب ما تقول الكنيسة . أي ( لويس وجان ) وهما مجرد مثال بسيط للعديد ممن يتم تقديسهم وممن باركتهم الكنيسة .
وفيهم من لم تسمح له ظروفه بالوصول لمصاف القديسين بالرغم من إشعاله نيران الحروب مثل الملك الإنجليزى ريتشارد الشهير بقلب الأسد والذى رفض خوض حرب صليبية ثانية ضد المسلمين فغضبت عليه الكنيسة .

أما نصارى المشرق أو الشرق فكما تعلم يا عزيزى لم يكن لهم من الأمر شيئا فعلى سبيل المثال فى مصر لم يحكم المسيحيون مصر ولو ليوم واحد ولكنهم منذ أن كانت مصر وثنيه فى عهد البطالمة وعندما دخلت المسيحية مصر, كان الحكم فى قبضة الكاثوليك الذين أذاقوا نصارى مصر الذل والهوان وكل أصناف العذاب, ليس لكونهم (أى نصارى مصر ) أشرار لا سمح الله ولكن لكونهم مختلفين معهم فى المله فقط فأين كان قول المسيح : "من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا ".

صديقى الفاضل يقولون إن أجمل الكلام أكذبه . ولك أن تتخيل مثلا إن إنسان ما صحا من نومه وفتح نافذة غرفته وتطلع إلى الشمس وشعر أنها لم تشرق فى هذا اليوم إلا له وحده . هذا ما نسميه قمة التفاؤل والرضى . هذا إن شعر فقط أما إن أعتقد هذا يقينا فهو ما نسميه قمة الغباء والتخلف العقلى.

فقد يكون للقول المنسوب للمسيح " من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا ". فيه ما يّمنى النفس ولكن من الغباء تصديق حدوث هذا, اللهم إلا فى فيلم سينيمائى هابط ينتهى به الحال بخروج الجمهور هاتفا "سيما أونطه عاوزين فلوسنا".

والسلام ختام

 

ابن الفاروق المصرى

ebn_elfarouk@yahoo.com

1 تعليقات:

Post a Comment

Anonymous said...

السلام عليكم
أود اضافة ملاحظتين احداهما لك و الأخرى عليك

أما التى لك فقد اٌكتشف حديثاً بعد ترجمة مخطوطات سيناء Codex Sinaiticus أن قصة "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر" لم تكن فى الكتاب المقدس الأصلى، أى أنها مدسوسة. فما كان للمسيح أن يخالف حدود التوراة. و كيف لا و قد كان اليهود يأتون سيدنا محمد نفسه بالزناة و يسألونه عما يفعلون بهم (أملاً فى حكم مخفف) فيسألهم ما تجدون حكمهم فى التوراة؟ و يأمرهم بتنفيذه

أما التى عليك فهى قول الله "و جعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة و رحمة".. فلعل هذا التشريع كان حقاً من عند الله فلنحترس عند الحديث عنه. ما يمكن أن نقوله هو أنه "مستحيل تطبيقه الآن" و هذا لأن من يسمون أنفسهم بالمسيحيين اليوم لا يتبعون المسيح و ليسوا منه فى شىء!