الشياطين الخُرس

الشياطين الخُرس - أبن الفاروق المصري

قائمة طويلة من مدعي المشيخة الذين ذاقوا طعم الدنانير وانتفخت جيوبهم وصاروا ملء السمع والأبصار فى فضائيتهم التي افتتحوها بأموال المسلمين

, وكلهم ما شاء الله لا يستحى ايا منهم من أن يطلق عليه العالم الربانى أوالعلامة أوالفهامه , ساعة ما تبقي الأمور حلوة والدنيا ربيع والجو بديع يقعد يتكلم فى مواضيع لا تقدم ولا تؤخر في حياة المسلم كأن يقوم بأنتاج شريط أو عمل حلقات مسلسله يحكى لنا فيها حواديت من نوعية ماذا قال عمر بن الخطاب عندما اسلم أو هل يجوز المسح على الخفين من دون وضوء سابق أم لا , وعندما تبلغ القلوب الحناجر ويتلفت الناس بحثا عن من يقودهم وينزل علمه - أن وجد - على أرض الواقع تخدهم قسمين , قسم يفت في عضد المسلمين إذا ثاروا والأخر يشجب ويندد وهو قاعد في بيتهم فى التكييف , ناهيك عن علماء السلطان الذين هم شياطين متكلمه , أما هؤلاء الشياطين الخُرس الساكتين عن الحق فلا تسمع منهم سوي مناشدة واستعطاف الفراعين بالا يسفكوا دماء المسلمين وده طبعا بعد وقوع الكارثة وقت لا تنفع النصيحة او الندم أو الشجب . وهؤلاء أنفسهم تجدهم متصدرين المشهد إذا ما تهدم سور كنيسة أو حدثت مشاجرة مابين مسلمين ونصارى , تجدهم وقتها منتفخين الأوداج ومتعطرين لابسين الثياب الناصعة البياض لا يمانعوا من تقبيل القساوسة والملاحدة وترديد عبارات جوفاء من عينة عاش الهلال مع الصليب , فإذا ما انفض المولد عادوا إلى ديارهم بعرباتهم الفارهه , ويعودون لفضائياتهم ليخيرونا بأن عمر بن الخطاب يوم هاجر من مكة للمدينة قال "من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي " , فإذا ما تأزم حال المسلمين تجدهم نسوا ما قاله بن الخطاب ولا تجد لهم واديا , أذكر أن أحد كبار المفكرين المسلمين - والذى احتفظ بأسمه لكونى لم أستأذنه - قال لي ان هذه الأيام - يقصد مابعد 30 يونيو - تحتاج إلي رجال من طراز حازم صلاح أبو إسماعيل - ولا الحق بأسمه لقب لكون اسمه مجردا فخرا - كونه يصلح أن يكون قائدا ميدانيا لسعة علمه بالدين والسياسة وجلده وثباته علي مواقفه , ولما سألته وماذا عن فلان وفلان من الشياطين الخرس من مدعي المشيخة القى الكرة بملعبى سائلا أياى ماذا تظن انت بهم , فقلت له تقريبا ما هو مكتوب فى هذا المقال وكنت انتظر منه أن يقول لى حنانيك يا بنى , لكنه آثر الصمت الذى اخرجته منه بسؤال أخر لأزالة الحرج .
والآن أخى المسلم يا من تظن فى كل من قال قال الله وقال الرسول عالما أو شيخا نصيحتى لك عندما تنزل للميادين مثل رايعة أو النهضة أو غيرهما أنصحك إن لم تجد من تظنه عالما أو شيخا لك موجودا إلى جوارك في الميدان بأهله أو على الأقل بنفسه فقط فأخلعه كما تخلع حذائك البالى وتلقيه.
لن أذكر أسماء أيا من هؤلاء الشاطين الخرس لأن القارئ لن يعدم الذكاء لكى يعرف من معه فى الميدان ومن يجلس فى التكييف وقت تراق فيه دماء المسلمين . وأعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.